السبت 27 أبريل 2024 - 06:33 صباحاً - القاهرة

     

 

 

               

 

  أحدث الأخبار

 



 

  الأكثر قراءة

 
 


نتائج

 



 
 

الرئيسية دور الإعلام في التنمية

 

 
 

دور الإعلام في التنمية

  السبت 08 سبتمبر 2018 12:05 صباحاً   




لا شك في أن المؤسسة الإعلامية بما تتضمنه من مؤسسات عدة هي من أخطر المؤسسات الموجودة في الدولة فهي تلعب دور محوري في الحياة العامة والحياة السياسية والثقافية والاجتماعية , فالاعلام هو النافذة التي يطل منها المواطن على العالم الخارجي ويرى من خلالها مجتمعه , فالاعلام ببساطة هو ( ثقافة شعب ) .
وكلمة إعلام من فعل (أعلم) أي أخبر , والاعلام اما يكون مسموع ( الاذاعة ) أو مقرؤ ( الصحافة ) أو مرئي ( التليفزيون ) والاعلام بأشكاله الثلاثة مهمته الاولى إخبار و إعلام المواطن – سواء أكان مستمع او مشاهد او قارئ – بالخبر او المعلومة او الحدث بشكل موضوعي وحيادي بعيدا عن اي تحيز او محاباة .
أما التنمية فهي إحداث تطور وتقدم في أي مجال من مجالات الحياة والتنمية تكون سياسية او اقتصادية او ثقافية او اجتماعية وغيرها .
ولكن يقفز الينا ألان سؤال هام وهو ما علاقة الاعلام بالتنمية ؟ 
سنجد ببساطة ان الذي يصنع التنمية هو المواطن وسنجد ايضا ان الاعلام يتعامل بشكل مباشر مع هذا المواطن الذي هو مسئول عن التنمية , فالاعلام هو الذي يهيئ المواطن لكي يقوم بالتنمية .
إذن فالاعلام مسئول مسئولية عظيمة عن عملية التنمية في أي دولة , لذا فتقدم اي دولة في عصرنا الحالي يعوّل كثيرا على تقدم مؤسسته الاعلامية التي إن كانت فعالة فستؤثر ولا شك بالايجاب على تقدم الدولة .
وألان دعونا نشرح دور الاعلام بؤسساته الثلاثة في كل نوع من انواع التنمية :
 
أولا : الاعلام والتنمية السياسية :
 
التنمية السياسية يمكن تلخيصها في ...رأي عام قوي ...ثقافة سياسية حقيقية...مشاركة سياسية فعالة...
والاعلام يقع على عاتقه الجزء الاكبر في تحقيق تلك الملامح .
فالصحافة الحرة النزيهة هي ضمير الشعب وصوته الجهور وقلبه النابض , فالصحافة الصادقة الموضوعية تكون قادرة على اكتساب ثقة الشعب , فتسطيع بما تعرضه من أحداث واخبار - بشكل موضوعي دون محاباة او مبالغة او تقصير – تشكيل الوعي السياسي لدى المواطن البسيط الذي تُعد الجريدة هي مصدره الاساسي للثقافة السياسية , فالصحافة لا يجب ان توظف الاحداث من اجل التحيز لايديولوجية سياسية معينة لاقناع المواطن بتلك الايديولوجية , والكارثة تكمن في تعدد الصحف في وقتنا الحالي وبالتالي تعدد الايديولوجيات وهنا يكون المواطن هو الضحية الذي لا يدري اين الحقيقة , لذا فالصحافة عليها ان تعرض للمواطن الرأي والرأي الاخر وتقدم له القضايا بتحليلاتها الموضوعية العلمية الصحيحة لكي يستطيع المواطن ان يكوّن وعي وثقافة سياسية تمكنه من لعب دور في الحياة السياسية من خلال فهمه للقضايا التي تدور حوله .
كما أن الصحافة لها دور في نشر الوعي بين المواطنين عن ضرورة المشاركة السياسية واثرها على ارتقاء الحياة السياسية , كما اننا يجب ان نتكلم عن التليفزيون الذي يعتبر للكثير من المواطنين - وبخاصة الاميين – المصدر الوحيد للمعرفة , فالتليفزيون يقع على عاتقه الى جانب الصحافة تشكيل رأي عام قوي من خلال برامج سياسية تنمي الوعي السياسي لدى المشاهد وتقديم مسلسلات وافلام تعرض القضايا السياسية بشكل اكثر تعمقا وتفصيلا لكي يكون المشاهد على دراية بكل جوانب القضايا السياسية المختلفة , وبذلك يكون الاعلام بمؤسساته المختلفة قادرا على خلق جيلا جديدا من المواطنين ذو الوعي السياسي القادرين على المساهمة الفعالة في الحياة السياسية .
 
ثانيا : الاعلام والتنمية الثقافية والاجتماعية : 
 
التنمية الاجتماعية والثقافية تعني رفع المستوى الثقافي لدى المواطنين وتأصيل العادات والقيم الاجتماعية الصحيحة ونبذ تلك القيم والعادات التي لا تتلائم مع طبيعة المجتمع و التي من شأنها تشويه المجتمع واخفاء ملامحه الاصيلة .
وسنجد ان الاعلام يلعب هنا دور خطير في ذلك النوع من التنمية .
فالاذاعة والتليفزيون والصحافة عليهم مسئولية تثقيف الشعب ونشر الوعي بين المواطنين وتنقية العقول من ثقافة اللاثقافة والثقافة التافهة التي لا تنمي أي معرفة .
ونجد أن التليفزيون يستطيع انجاز تلك المهمة من خلال عرض برامج ومسلسلات وافلام نتمي الوعي الثقافي لدي المواطن وتنمي معارفه وتضيف الى رصيد معلوماته وتناقش بعض العادات والظواهر الاجتماعية الخاطئة وتبرزها للمواطن وتعمل على تصحيح المفاهيم لديه وبالتالي فهي تقضي على تلك الظواهر في المجتمع . 
فمثلا عند ظهور اي ظاهرة اجتماعية سلبية كالزواج العرفي , فان الاعلام يستطيع عن طريق عدة مسلسلات - تعالج تلك الظاهرة وتتناولها بالتحليل وتكشف خطورتها للمجتمع ومدى تأثيرها السلبي على المدى البعيد – الحد من انتشار تلك الظاهرة في المجتمع .
وهنا تبرز أهمية الاعلام في التنمية الثقافية والاجتماعية .
 
ثالثا : الاعلام والتنمية الاقتصادية : 
 
لا شك أن التنمية السياسية والتنمية الثقافية والاجتماعية تخلق تنمية اقتصادية ومن خلال دور الاعلام في التنمية السياسية والثقافية فإنه وبلا شك يصبح له دور التنمية الاقتصادية .
ودعونا نضرب لذلك مثل بسيط وهو ذلك العامل الذي يعمل في مصنع ما او في اي هيئة حكومية , فعندما يرجع ذلك العامل من عمله في نهاية النهار ويشاهد التليفزيون بما يتضمنه من برامج ومسلسلات وافلام تحثه على الاتقان في العمل مبينة اثر ذلك عليه وعلى المجتمع ولا تحثه وحسب بل وتقنعه بذلك بشتى وسائل التأثير فإنه لابد ان ينعكس ذلك على اداءه في العمل بالايجاب مما يؤدي في النهاية الى تنمية اقتصادية حقيقية .
 

أخبار اخرى فى القسم