الثلاثاء 16 أبريل 2024 - 01:30 مساءً - القاهرة

     

 

 

               

 

  أحدث الأخبار

 



 

  الأكثر قراءة

 
 


نتائج

 



 
 

الرئيسية وسائل الاعلام والاتصال دراسة في النشاة والتطور

 

 
 

وسائل الاعلام والاتصال دراسة في النشاة والتطور

  الجمعة 01 أبريل 2016 07:15 صباحاً   




شكّل تطور وسائل الإعلام والاتصال، عبر حقبٍ زمنية متعاقبة، وعلى امتداد تاريخ يتسم بعدم القصر، قفزات واسعة، تجسدت انطلاقتها الصاروخية بمقياس الزمن المتسارع – إن صح التعبير- بداية منتصف القرن العشرين وما تلاها، كان لها أثر بالغ في ظهور قنوات فضائية، متعددة الأغراض والأساليب، غطت عوالم الاتصال المرئي والمسموع والمقروء، فبرزت العديد من وسائل الاتصال التي تقوم على مشاركة المتلقي مثل الوسائط المتعددة، التي مزجت بين الكمبيوتر وخدمات الهاتف والتلفاز مع الصوت والنص المكتوب والمعطيات الإلكترونية الرقمية التي غزت العالم، إذ ما عاد بالإمكان لأحد الاستغناء عن وظائفها، وما تقدمه من إفرازات في التعليم والثقافة والمعرفة، وفي تحديد مسار الاتجاه للإنسان المعاصر، بعد أن تخطت تلك الوسائل كل الحواجز، وأضحى نتاجها الإعلامي في كل بيت وزاوية، فتلاشت بوجهها الحدود السياسية والجغرافية حتى أصبح الإعلام وعلم المعلوماتية، تبعاً لذلك، علوماً لا تحدها حدود ولا تقف بوجهها الموانع والعراقيل، مهما كانت براعة القائمين على ابتكارها، إذ أصبحت محاولات الإيقاف مجرد لعب أطفال، سرعان ما تزول أمام التطور الهائل لتكنولوجيا المعلومات والاتصال. وأضحى العالم بفضل ذلك التطور، بما فيها بلادنا العربية، سائراً على سكة القطار الوحيد، الذي تميزت محطاته بجاهزية مشاريع الصناعة الاتصالية، وسهولة نقل منتجاتها التي لا تحتاج إلا لقليل من الجهد والاستيعاب فضلاً عن ضرورة توفر الوفرة المالية للشراء والاستيراد! مع غض النظر ولو على استحياء، لما تتركه تلك الأدوات ونتاجها الاستهلاكي من (تبعية ثقافية) وتغريب للهوية عند الشعوب المتلقية لذلك النتاج القادم بأغلبه من مصادر تفرض بشكل وبآخر – هيمنة إعلامية - من دول الشمال الصناعي والتقني نحو دول الجنوب المستهلك المتلقي، حتى أضحى نتاجها، كالعلامة الفارقة للوجه، بعضه يخلط السم بالعسل، والآخر تتعدد فيه الألوان والأشكال. لكن روح الهيمنة الواحدة هي من يسود والتي تعمل على وفق آلية التداخل الشاملة المتكاملة، بيد أننا لا نستطيع الفكاك منها، إلا من خلال وجود استراتيجيات إعلامية واضحة المعالم، تمنع اختلاط الأوراق، وتبعد الضعف والوهن عن الأداء الإعلامي الذي بسببه أصبحنا عاجزين عن مواجهة ما يحيط بنا من ظواهر وإرهاصات، كان لوسائل الإعلام الدور الأكبر للتأثير المباشر فيها.

وفي ضوء ذلك، نرى أن واحدة من أهم التحديات التي تواجه شعوب العالم الثالث، بما فيها الشعب العربي ومكوناته السياسية ودوله وأدواته الإعلامية العاملة، والتي يجب مواجهتها بشيء كبير من العلم لتقليل الفجوة المعرفية، هي تحديات العولمة، والتطور التقني المتسارع في عالم الاتصال والمعلوماتية وما ترتب عليه من احتكار للسوق العالمية الممسوكة بقبضة حديدية غربية في ظل وجود تلك الفجوة  المعرفية التي ما فتئت تتسع يوماً بعد آخر.

ولأجل ذلك – وجدت من المفيد - أن أستعرض البدايات الأوَل لوسائل الإعلام، والقنوات الاتصالية المتعددة الاتجاهات، من حيث النشأة وجذور التكوين، من صحف ومجلات ودوريات وقنوات تلفازية ومحطات إذاعية فضلاً عن الوسائل الأخرى المتعددة الوظائف والوسائط ذات التقنيات الحديثة التي غزت إعلامنا وأسواقنا في آن واحد، مسلطاً الضوء على وسائل الإعلام العالمية والعربية، مراعياً التسلسل التاريخي لتلك النشأة، ومراحل التطور التي شهدتها، وأبرز روادها، بأسلوب توثيقي، اتخذت من المنهج التاريخي ضمن البحوث الوصفية معياراً لذلك الاستعراض في ضوء ما وقع تحت يدي من مصادر حاولت جاهداً أن أُلم بمعظمها فما استطعت لصعوبة التوثيق والأرشفة نظراً لعدم الاهتمام بها سابقاً، وهي محاولة آمل مستقبلاً، تطويرها بما يتلاءم ودور الإعلام العربي تحديداً، الذي لا يقتصر على شرح قضايا الأمة العربية ونقل حاجات المواطنين بصدق وشفافية، بل ويساهم في إعادة الفكر العربي، وتجديد أطره في ضوء المخزون المعرفي والحضاري الذي تمتاز به أمتنا فضلاً عن العودة إلى المنبع الصافي لمناهل العلم فيها، مستفيدين من ثورة التكنولوجيا والاتصالات التي تتيح له القدرة على إيضاح الحقيقة وتجفيف بؤر التضليل.

وتأسيساً لما تقدم، قسمت مواد الكتاب على ثمانية عشر فصلاً. تناول الفصل الأول المدخل إلى تاريخ الإعلام ووسائله، وجذور ذلك الإعلام وامتداداته، ووظائف كل وسيلة والآثار السلبية والإيجابية لكل منها. فيما كُرس الفصل الثاني لنشأة وتطور الطباعة والعوامل التي أثرت في تطورها. فيما تناولالفصل الثالث نشأة الإعلام المقروء ومفهوم الصحافة وبدايات الصحافة العالمية والبدايات الأوَل للصحافة العربية، (مصر – لبنان – السعودية – اليمن – الجزائر – عُمان – سورية – البحرين – السودان). وكُرس الفصل الرابع للإعلام المقروء في الأردن، مع كشاف للصحف والمجلات الأردنية فضلاً عن تسليط الضوء على عدد من صحفها اليومية والأسبوعية ووكالة أنباء بترا. وتناولالفصل الخامس نشأة الإذاعة والتلفزيون الأردني، بمختلف مراحلها، كأنموذج لتلك الوسيلة الاتصالية. بينما كُرس الفصل السادس للتعرف على جذور الصحافة الفلسطينية والمراحل التي مرت بها، ناهيك عن التعرف على طابع الصحافة المطبوعة في الخارج. وتناول الفصل السابع تسليط الضوء على البعض من ملامح الصحافة الحزبية ومفاهيمها، وأبرز صحفها في العقد الخمسيني من القرن الماضي والقرن الحالي أيضاً. فيما كُرس الفصل الثامنلتناول الصحافة النسائية والصحافة المتخصصة سواء أكانت الصحافة الأدبية أم الصحافة الاقتصادية والتجارية. وخصص الفصل التاسع لوكالات الأنباء العالمية والعربية في آن واحد. بينما جرى تخصيص الفصل العاشر لنشأة الصحافة الإلكترونية وسمات الإعلام الإلكتروني. فيما تناول الفصل الحادي عشر، نشأة الإذاعة وتاريخها، ونشأة الإذاعات الخاصة ومزاياها وعيوبها، مع التطرق لنماذج من الإذاعات الخاصة حديثة التأسيس وتعزيز الفصل باستبيان ميداني حول أهمية الإذاعة في حياة المواطن. أما الفصل الثاني عشر فقد تناول نشأة الإعلام اللبناني والجزائري والقطري والكويتي، ونشأة الإعلام الرياضي، فيما تناول الفصل الثالث عشر البدايات الأولى لصحافة الخليج العربي وصحافة لبنان المطبوعة. وكُرس الفصل الرابع عشر لمعالجة ظاهرة البث الفضائي وكيفية نشوئها، وقنوات البث الفضائي وتصنيفها، فضلاً عن نظام البث والتغطية الجغرافية بقراءات إحصائية موثقة. وتناول الفصل الخامس عشرنشأة وتطور السينما العالمية والعربية، وأثر التكنولوجيا الحديثة والثورة التقنية عليها. فيما كُرس الفصل السادس عشر للحديث عن نشأة الفضائيات الإخبارية ونماذجها، وبدايات ساحة الصراع فيها. وتناول الفصل السابع عشر، نشأة وتطور الإنترنت واستخداماته وشبكاته. فيما خُصص الفصل الثامن عشر لموضوع نشأة التجارب العربية للرسائل الإعلامية في موقع الفيسبوك، ودور الإعلام الاجتماعي في بناء الإطار المعرفي.

كما أن هذا الكتاب – بتقديري المتواضع - أجده محاولة أولى يتيح لطلبة الصحافة والإعلام ومختصيه ولغيرهم من المهتمين بشؤون الاتصال، معرفة حقائق النشأة للوسائل التي يتعاملون معها أو العاملين فيها، لأن من لا يعرف ماضيه، لا يفهم حاضره، ولا يستطيع استشراف مستقبله بشكل صحيح، ويمكن لكل ذي رؤية حصيفة أن يُدرك كم هو مروع غياب الحس النقدي لمن لا يعرف الأصول المساهمة في تكوين بنائه، ويُبصر آثارها في حاضرنا وغدنا الثقافي، أي باختصار تنميط معرفتنا التاريخية للإعلام وأدواته بغية وضع لبنة صحيحة في المعمار الذي ننشد التأسيس الأكاديمي والمعرفي له، وهذا ما نحاول جاهدين السعي للوصول إليه

 

أخبار اخرى فى القسم