قامت مكتبة الاسكندرية ندوة بعنوان “دور استطلاعات الراي في التحول الديموقراطي” وعرض لخبرة مركز بصيرة لاستطلاعات الرأي، بوجود الدكتور ماجد عثمان، أستاذ الاقتصاد والعلوم السياسية، ومدير المركز المصري لبحوث الرأي العام، ووزير الاتصال وتكنولوجيا المعلومات السابق، الندوة من تقديم الباحث ممدوح مبروك.

بدأ عثمان حديثه بتعريف الرأي العام الذي يحاول قياسه، ولقياسه لابد من التفكير اولا هل الراي العام مهم في مرحلة التحول الديموقراطي ام لا؟ فالدراسات تقر بأهميةالراي العام لتحقيق مبدا المساءلة المجتمعية، كما يُسهم في تفعيل مبدا المشاركة لتحقيق الديموقراطية ، وايضاً في تحديد الاولويات والتعرف على المشكلات الرئيسة في المجتمع.

وتُسهم استطلاعات الراي العام في تدعيم مبدأ الشفافية من خلال الافصاح عن تقييم أداء المؤسسات الحكومية والافصاح عن شكاوى المواطنين وهمومهم.

ويرتبط مدى تحقق الحكم الرشيد بمدى تحرك مؤسسات المجتمع من مبدا المعلومات على قدر الحاجة الى مبدا المعلومات حق لكل مواطن بشرط؛ عدم تعارضها مع الحفاظ على سرية البيانات الشخصية، وعدم تعارض الاتاحة مع مقتضيات الامن القومي، وهي قضية ديناميكية جدا بحسب الظروف المجتمعية والتوقيت، ولكن في الحقيقة غياب المعلومات يضر بالأمن القومي لأنه يضر بالاستثمار.

وتساعد استطلاعات الراي العام في تحقيق التوافق المجتمعي خاصة في مراحل التحول الديموقراطي، وبصفة عامة يعتمد مدى تفاعل السياسيين ومتخذي القرار مع نتائج استطلاعات الراي سواء في الدول المتقدمة او النامية على مدى احترام السياسيين للراي العام. أيضاً التنبؤ بنتائج الانتخابات وتفسير هذه النتائج مهمة جدا في دور استطلاعات الراي العام.

وتحدث عن تجربة مركز بصيرة ، فهو مركز مستقل خاص ليس له اي انتماءات حزبية، يهدف الي اجراء بحوث الراي العام بحيادية ومهنية، ويقدم المركز استطلاعات راي ذات مستوى عال من الجودة والمصداقية في التوقيت المناسب.

ومن المجالات التي عمل بها المركز؛ التنبؤ بنتائج الانتخابات، واستطلاعات ما بعد التصويت وهي الاولي من نوعها في مصر، يتم فيها جمع البيانات من الناخبين عند خروجهم من اللجان لمعرفة المرشح الذي صوتوا له بالإضافة الي خصائصهم ، وتساعد هذه الاستطلاعات على معرفة نتائج الانتخابات فور اغلاق اللجان، وتساعد على تحليل نمط التصويت بين الفئات المختلفة في المجتمع، وينظر الى هذه الاستطلاعات كأداة للحكم على نزاهة العملية الانتخابية.

ومن المجالات الأخرى قياس الرضا عن الرؤساءوالموافقة على أداء رئيس الوزراء (2012- 2015)، والتعامل مع الأزمات السياسية ، مثل عودة الاخوان للحياة السياسية.. ، وأيضاً التعرف على اسباب المشكلات، والقيد السائدة في المجتمع ورصد تطورها. وأكد على أن هناك صعوبات تواجه قياس الراي العام في مصر منها؛ صعوبات سياسية وصعوبات ثقافية واجتماعية وصعوبات تقنية.