حسنا فعلت موريتانيا في السنوات القليلة الماضية عندما طهرت قطاع الإعلام من الدخلاء وتنقيته منهم بالرغم من العوائق والمشاكل العديدة التي يعانيه قطاع الإعلام فيها ، منها عدم الاستفادة من الحرية الصحفية المتواجدة في موريتانيا والتي تصنف في صدارة الدول العربية وبحسب منظمة مراسلون بلا حدود خلال السنوات القليلة الماضية .
فدخلاء مهنة الصحافة والمتواجدون بكثرة في جسم الصحافة العربية ونحن جزء منها قد أساءوا لعالم الصحافة ومنتسبيها من خلال التشهير والابتزاز لأجل تحقيق المكاسب الشخصية الضيقة متناسين أن مهمة الصحافة تهتم بالضمير الإنساني وكيفية تعاطيه مع قضايا المجتمع الذي ينتمي إليه ، فالبعض لا يفهم أن مهمة الصحافة تحتاج إلى ضمير واحترام الإنسان في كل مكان والبحث عن الحقيقة اينما كانت وتتمتع بالموضوعية والشفافية ، فدخلاء المهنة يسعون دائما إلى صياغة أخبار مفبركة وخلق الشائعة والتعدي على حقوق وخصوصية الآخرين.
وهذه منافية لأخلاقيات المهنة ومواثيق العمل الصحفي والمبادئ والقيم الأساسية التي يجب على الصحفي الالتزام بها.
المشكلة أن الباب المفتوح على مصراعيه في عالم الصحافة سهل وبشكل لافت للكثير من الأشخاص الدخول إلى ممارسة العمل الصحفي التسابق في إدارتها والتي لا علاقة لهم لا من قريب ولا من بعيد فهم لا يعرفون من الصحافة إلا شكلها ولا من الصحيفة إلا أسمها فاغلبهم يجهلون وبشكل كبير أساسيات العمل الصحفي فلا يجيدون صياغة وتحرير الخبر، والوقوع في الأخطاء النحوية والإملائية وهذا ما تجده غالبا في المواقع الإلكترونية ووسائل التواصل الاجتماعية المتخصصة في مجال الإعلام والأدهى من ذلك أن أغلب أعضائها يعلم في مؤسسات إعلامية.
والمفروض من الجهات المعنية أن تطهير قطاع الإعلام من الدخلاء لأننا في أحوج الأيام إلى صحافة مهنية وإنسانية وذات مصداقية في عملها